تسلم مركز جنيف الدولي للعدالة مؤخّراً تقريراً من
داخل العراق يتناول باختصار اوضاع السجون
العراقية. التقرير الجديد يؤكد الإتهامات
المتواترة للأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها
المعتقلون في السجون العراقية، والمعاملة القاسية
التي تصل الى التعذيب المُفضي الى الموت، بسبب
استخدام ابشع الوسائل والأساليب في التعذيب. أن
ذلك يشكل مخالفة صارخة لكل القواعد والمعايير
الدولية المتعلقة بادارة السجون والمعتقلات
وإنتهاكاً لإبسط قواعد حقوق الإنسان. إن مركز جنيف
الدولي للعدالة الذي يتابع اوضاع حقوق الإنسان في
العراق عن كثب يواصل ابلاغ الجهات المعنيّة في
الأمم المتحدّة بالمستجدات ومنها ما ورد في
التقرير المذكور للمطالبة باتخاذ كل الإجراءات
الرادعة لوقف هذه الممارسات غير الإنسانية وتحميل
السلطات العراقية المسؤولية الكاملة طبقا للقانون
الدولي لحقوق الإنسان وتنفيذا لإلتزامات العراق
بموجب الإتفاقيات الدولية وبما يضمن حماية
المعتقلين ومحاسبة كل المسببين عن المعاملة غير
الإنسانية وتعويض الضحايا او عوائلهم....وسيصدر
المركز نشرات دورية عن إجراءاته بهذا الخصوص
التقرير السنوي لعام 2012 أعده مكتب حقوق الإنسان
في حركة تحرير الجنوب
السجون العراقية "المحارق" أو "أروقة الموت"
مقدمة :
نسعى من خلال هذا التقرير بذل بعض من الجهد الجهيد
واجتهادا منا لحس وطني وإنساني وأخلاقي كبير
لإبراز عدة حقائق عن السجون العراقية والتي نسميها
” المحارق” أو “أروقة الإعدامات” وقد اعتمدنا في
هذا البحث تسمية هذه السجون وتعدادها وكشف أماكن
تواجدها والاهم إعطاء أرقام عن المساجين بها
، ولا اعتقد ان دوائر الأبحاث والدراسات والهيئات
الحقوقية قد تتسع لكشف خفايا وخبايا وأسرار سرية
عن هذه الظاهرة المنتشرة ليس عبر تراب ارض
الرافدين وحسب ، بل المنبوشة في أعماق ترابها ،
وبذلك كانت وصمة العار المنقوشة في ذاكرة المواطن
العراقي بما سببته له من إهدار للدم وللشرف على حد
سواء ، وان كانت تعتبر من ابرز مخلفات الاحتلال
الأمريكي لبلاد الرافدين ، فهذه السجون منوعة ما
بين سجون أمريكية لازالت قائمة، وسجون وزارتي
الداخلية والدفاع مرورا بسجون المليشيات خاصة تلك
التابعة لإيران في قلب العراق
تعذيب حتى الموت
جهات كثيرة مسئولة وغير مسئولة تدرك ان في عراق
اليوم الكثير من تلك السجون والمعتقلات التي ألحقت
الكثير من الأذى بالمواطن العراقي وفتكت به على
عجل ، ومن الأمثلة وما أكثرها نأخذ حادثة السجين
(بعث علي عبد الله) التي لا تزال ساخنة أي حديثة
نسردها بالتفصيل حيث ان هذا الشخص أحد ضحايا
العنف الصفوي الإيراني في سجون العراق وفي سجن
التاجي خاصة ، فقد تعرض أكثر من مرة للضرب المبرح
بدون سبب ، علمآ أنه لايملك الصحة الكافية لمقاومة
هكذا تعذيب وقد كان يعاني من أمراض ضغط الدم و
قرحة في المعدة ‘ وقبل يومين من موته طلب المعتقل
من السجان أخذ العلاج فرفض بل عندما طلب المعتقل
الخروج لتلقي العلاج قام السجانين بأخراج المعتقل
وضربه بالعصي و الكهرباء حتى سقط بين أيديهم ميتا
، وبعد أن توفى بساعة قاموا بإشاعة خبر أنه توفى
أثر سكتة قلبية ، ولم يسلموا جثة المتوفى إلا بعد
ثلاث أيام وقاموا بالضغط على أهل المتوفى و
إجبارهم على التوقيع على أوراق تنفي سبب الوفاة
الحقيقي و التوقيع على أنه توفى بالسكتة القلبية ،
ولم يتركوا أهله الذين وصلهم خبر وفاة أبنهم وهم
في حزن شديد، حيث قامت القوات الحكومية ( الجيش
العراقي ) بمداهمة بيت المتوفي الذي لا يوجد فيه
سوى نساء و أطفال ( 8 ) نساء ، عندها اتصلت زوجة
المتوفى تشرح لنا طريقة المداهمة و قالت أنها سوف
تترك البيت خوفآ من الاعتقال
تقرير عن سجن التاجي
- يقع سجن التاجي شمال العاصمة بغداد
- وله اسم ثاني ( سجن الحوت )
وكان هذا السجن تحت تصرف القوات المحتلة الأمريكية
ثم تسلمت القوات الحكومية الصفوية السجن بتاريخ
2010/03/18 .
يضم هذا السجن ( 6500 ) معتقل بينما هو يتسع الى (
5600 ) نزيل ‘ كما يضم ( 2600 ) وحدة سكنية
للعاملين فيه .
- بعد أن تسلمت القوات العراقية السجن تغيرت
المعاملة مع السجناء من قبل أدارة السجن و
السجانين و بدأت الاهانات و التعذيب و انتهاك
لحقوق الإنسان و حقوق المعتقل العراقي و السبب هو
أن ادارة السجن و السجانين من الصفويين وأغلب
المعتقلين هم من الطائفة السنية . علمآ أن هناك
معتقلون من الميليشيات الشيعية . لكن هؤلاء
يتمتعون بكامل الحرية و التصرف وهم يديرون
المعتقلين و حراس السجن يسهلون لهم هذه التصرفات ‘
وحدثت حالات هروب من قبل الميليشيات الشيعة ولكن
وسط تكتم وتعتيم اعلامي كبير عن هذا الموضوع وهذه
تديره
ميليشيات داخل السجون
ومن أبرز العصابات التي نشطت داخل المعتقل ( سعد
سوار ) وهو يمتلك مليشيات داخل السجن و يدير أمور
كثيرة في السجن حتى كان لديه سلاح و سيارة ولكن
بعد أن أنفضح أمره بشكل كبير تم نقله الى سجن مطار
بغداد ( كروبر ) ولحد الان يسيطر على أقسام من سجن
المطار (كروبر ) وله صلاحية و أمور عجيبة كلها تصب
ضد أهل السنة والشيعة العرب في العراق
- ان المعتقلين في سجن التاجي يعيشون في حال يرثى
لها ‘ حيث يقبع معظمهم منذ أكثر من عام في محاجر
انفرادية ويتعرضون يوميا لشتى أنواع التعذيب
الجسدي و المعنوي و مختلف الاهانات و الانتهاكات و
سوء المعاملة على أيدي العناصر الحكومية التي
تنتهج السياسة الطائفية المقيتة وتجسدها بكل
حذافيرها ضد هؤلاء المعتقلين بهدف ايراني واضح
- المعتقلين يفتقرون لأبسط الخدمات الضرورية ‘
ومنها عدم توفير الدواء و الطعام ووسائل التدفئة
وهناك وفيات من قبل المعتقلين السنة و كان اخرها
وفاة المعتقل ( بعث علي عبد الله ) من المدائن
- و من المضايقات النفسية التي يتعرض لها المساجين
هناك أنهم يستخدمون العبارات الطائفية مع أهالي
المعتقلين عند ما يأتون لزيارة أبنائهم وهذا يسبب
لهم ألما كبيرا وذلك من خلال سب عقيدتهم ورموزهم
الدينية
- هناك محاجر في هذا السجن تسمى ( الاحترازي )
يترك السجين فيها لمدة أشهر بدون أن توجه له أي
تهمة
السؤال الذي يطرح نفسه اين تقارير الاستخبارات
الأمريكية والعالمية مما يجرى في سجون العراق ؟؟