من المفارقات العجيبة اني سمعت مرة في مدونة
اذاعية احد الاساتذة الجامعيين في احدى الدول
الخليجية يقول ان هناك دراسة اظهرت انـ اللغة
العربية من اللغات التي اصبحت ميتة!!ويتفق مع
هذا الطرح.انتهى
هل فعلاً اللغة العربية ميتة؟؟
الجواب بالتأكيد وقطعاً لا
بل انها حية جدا جدا جدا وتتنفس بقوة والسبب
الذي يجعل البعض يعتقد ذالك هو النظرة
التقليدية لإبعاد اللهجات العربية بتنوعها عن
اللغة العربية وكأنها لغة اخرى
مستقلة..واللهجات جزء من هذه اللغة و البعض
يرى ان اللهجة منشقة عن اللغة العربية الام
والصحيح انها جزء منها ومثل هذه الاوصاف
القاسية تجاه اللغة العربية هي نظرة تقليدية
بحته..فلا احد ينشأ وهو يتحدث بالفصحى او ان
الامر يوجب على كل فرد ان يتحدث باللغة الام
الفصحى كي تكون حية وهذا اعتقاد خاطئ والمشكلة
ليست في اللغة بل هو الاستسلام للغات الاخرى
تحت مسمى الامر الواقع والصحيح انه استسلام
وانسحاب ونظرة البعض ان اللغات الاخرى هي من
الادوات الاساسية ومن غيرها لن يكون لنا ثقافة
قوية وهو امر موجود ويتبناه البعض على انه
واقع وحقيقتاً انه امر خطير جدا من يتبنى مثل
هذا التوجه الخاطئ وهو للأسف السائد والمنتشر
من بين جيلنا الحالي في شبكات التواصل
الإجتماعي المشكله ان بعض وجهات النظر ليست
مستندة على ابحاث لأن تقصيها صعب ومبني على
تعمق بحثي عميق قائم على الواقع فـ وعينا بـ
الإزدواجية اللغوية يعطينا قوة وحفاظ لكل جهة
من جوانب العمل بـ اللغة لأنها الطف من
التعقيدات التي تستخدم له او الإعتقاد
التقليدي تجاهها والموضوع اصبح يتعلق بشكل
كبير بهوية الإنسان العربي اكثر من اي وقت مضى
تحت مسمى #امر مسلمٌ به وان اللغات كلها ناشئة
من البشر ولا يفرق لغة عن اخرى وهو التجريد
بعينه من الهوية الوطنية للإنسان العربي.
يقال ان التصور الذهني للعالم الخارجي من
الذوات والأسس في هوية الإنسان القائمة بشكل
مطلق على اللغة واهتزاز اللغة هو اهتزاز
للهوية الوطنية للإنسان العربي وهذا الامر
مرتبط بشكل كبير بـ لغة الانسان العربي بشكل
مباشر واهمال هذا الجانب هو ضياع للغة العربية
مع ان لها قوة وجودية في العالم الإسلامي
ايضاً لها قوة دبلوماسية في المنظمات الدولية
كـ اليونيسكو والصحة العالمية ومن ضمن اللغات
الاساسية الـ٦ لمنظمة الامم المتحدة وكـ لغة
رسمية في التعاملات الدولية وهذا الامر جعل
بقية المنظمات العاليمة تعترف باللغة العربية
كـ لغة رسمية متداولة في منظماتها هذا ليس
بالأمر السهل لأنه توجد قوميات تفوق عدداً من
القومية العربية مجتمعةً والمعروف ان اللغة
لها ثقل ثقافي مهم في الهيمنة على الثقافات
الاخرى فوجودك اللغوي هو وجود لذاتك وقوميتك
وهويتك بشكل عام والتساهل في دخول اللغات
الأخرى على ثقافة الإنسان واستخدامها في غير
الحاجة لها هو مؤشر خطير وانهزام اذا اردت ان
ترى إنسان بدأ ينسلخ من هويته فـ لاحظ قبوله
للغة اخرى في تعاملاته اليومية التي لا تستدعي
وليس لها اي داعي لاستخدامها كـ المنزل مع
الاسرة والمجتمع في الاماكن العامة وهذا الأمر
يساهم في صناعة الاميّة للإنسان العربي في
اللغة و تكوين هويته،،هناك ايضاً نظرة تقليدية
لكثير من شباب جيلنا فما ان يسمع احدهم يتحدث
عن اهمية اللغة العربية إلا ويتبلور في ذهنه
ان هذا الشخص يتحدث من منطق تشدد وتحجر لغوي
لا يختلف اثنان ان تعلم اللغات الاخرى امر
إيجابي جداً فهو يعين على النهضة والتقدم
اقتصاديا وسياسياً وثقافياً وهو وسيلة ايضاً
لإيصال الثقافة العربية ونقل وتصحيح كثير من
المفاهيم والنظرة الخاطئة السلبية تجاه
قوميتنا العربية وايضاً جعل للإنسان العربي
حضور قوي جداً في الثقافات الاخرى كي يكون لها
تأثير ثقافي وحضاري على تلك الأمم
لكن السؤال… هل هذا ما يحدث فعلاً ما ان يتجه
شاب او فتاة الى الشرق او الغرب!! سواء في
دراسة او عمل!!
وايضاً هل نحن بحاجة لإستخدام اللغات الاخرى
في مجالسنا وحديثنا وعملنا!!التي لا تستدعي
ذالك!!وايضاً هل نحن بحاجة لها لأشياءنا
وامورنا العامة كقول {ويك اند} بدل عطلة نهاية
الأسبوع
او{لاتيه} بدلاً عن حليب
او {بستاشيو} بدلاً عن فستق
او{شوز} بدلاً عن جزمة او حذاء
او {صايلنت} بدلاً عن صامت
وقس على ذالك من التحولات في الكلمات التي هي
مؤشر خطير لظهور جيل لا يعرف استخدام العربية
في وصف الأشياء بمسماه العربي لا شك انه من
الجميل ان يتقن الإنسانـ لغات كثيرة متعددة و
من الرائع ان يكون لدى تكويننا الثقافي و
الاجتماعي قوة علمية وثقافية في تعلم اللغات
وانا ممن لديهم شغف في ذالك لكن الاهم من كل
هذا هو ان تكون لغتك العربية نشطة وحاضرة بقوة
كـ لغة و لهجة معاً في اسلوب وتعامل و حديث و
نهج و طريق في كل شؤون حياتك اليومية
والإجتماعية وان لا نسمح من دون شعور
بالإنسياق خلف النظرة التقليدية والانهزامية
لمن يروجون ان لغتنا العربية ميته بل ان نقول
و بفخر ان لغتنا العربية{حياة}